يَا لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟ " قَالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلَّا عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في أكثر الروايات، وعند الأصيلي: جذع بالرفع، فالنصب على أنه خبر (كان) المقدرة، قاله الخطابي، وهو مذهب الكوفيين في قوله تعالى: {انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ} [النساء: 171]، وقال بعضهم: يا ليتني جعلت فيها جذعًا، كذا قال الشيخ (?)، وقيل: منصوب على الحالية، و (فيها) خبر ليت، والعامل معنى التمني أو معنى الاستقرار، و (الجذع) بفتحتين والذال المعجمة: الشاب الحديث، وأصله في البهائم، فيقال: لولد الشاة في السنة الثانية، وللبقر، وذوات الحافر في الثالثة، وللإبل في الخامسة.
وقوله: (إذ يخرجك قومك) قيل: (إذ) هنا للاستقبال كـ (إذا)، وقيل: هي للماضي استعملت هنا لتحقق وقوعه.
وقوله: (أو مخرجي) بتشديد الياء كمسلمي، وإدخال حرف الاستفهام على حروف العطف كثير في القرآن وغيره، ويقدرون في مثله معطوفًا عليه، أي: أفاعلون ذلك ومخرجي هم؟ والهمزة للإنكار؛ لأن الصفات التي ذكرتها خديجة تنافي الإخراج.
وقوله: (هم) مبتدأ تقدم خبره.
وقوله: (إلا عودي) وفي رواية: (إلا أوذي).
وقوله: (وإن يدركني) (إن) شرطية و (يدركني) مجزوم، و (يومك) فاعله، وزاد في رواية: (حيًّا)، ولابن إسحاق: إن أدركت ذلك اليوم، والمراد يوم الدعوة، أو يوم الإخراج والمعاداة، والأول أظهر.