وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ قَالَ: كَانَ ضَخْمَ الرَّأْسِ وَالْقَدَمَيْنِ، لَمْ أَرَ بَعْدَهُ وَلَا قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَكَانَ بَسْطَ الكفَّينِ. وَفِي أُخْرَى لَهُ قَالَ: كَانَ شَثْنَ الْقَدَمَيْنِ وَالْكَفَّيْنِ. [خ: 5907، 5910].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رواية: (إلى أنصاف أذنيه)، وفي أخرى: (بين أذنيه وعاتقه)، وفي أخرى: (إلى شحمة أذنيه)، وفي أخرى: (له شعر يضرب منكبيه)، والاختلاف باختلاف الأحوال من الامتشاط والادهان وعدمهما، ونبات الشعر بعد الحلق، وقال في (مجمع البحار) (?): ووجه اختلافات الروايات في قدر شعره -صلى اللَّه عليه وسلم- اختلاف الأوقات، فإذا غفل عن تقصيرها بلغت المنكب، وإذا قصرها كانت إلى أنصاف الأذنين.
وقوله: (ضخم الرأس) بسكون الخاء، أي: عظيمه، يعني: ليس بصغير، لا المفرط في العظم، بل المعتدل بينهما.
وقوله: (والقدمين) عطف على (الرأس)، وفي رواية: (شثن القدمين) بمعنى الغليظ.
وقوله: (لم أر بعده ولا قبله مثله) أي: لم أعلم، أو المراد الرؤية البصرية، وهذه العبارة كناية عن عدم كون أحد مثله.
وقوله: (بسط الكفين) بتقديم الموحدة على المهملة، أي: تام الكفين، وفي حديث الملاعنة: (إن جاءت أصغر بسطًا فهو لزوجها)، أي: تام الخلق، ويؤيده ما جاء في رواية: (رحب الراحة)، وقد يروى: (سبط الكفين) بتقديم المهملة على الموحدة بمعنى ألينهما وينافيه قوله: (شثن القدمين والكفين) فسره الأصمعي بالغليظ الأصابع من الكفين والقدمين، وفسره أبو عبيد بالغلظ مع القصر، وتعقب بأنه قد ثبت في وصفه: