وَكَانَ إِذَا ادَّهَنَ لَمْ يَتَبَيَّنْ، فَإِذَا شَعِثَ رَأْسُهُ تَبَيَّنَ، وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: وَجْهُهُ مِثْلُ السَّيْفِ؟ . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بياض الرأس يخالط سواده.
وقوله: (وكان إذا ادهن) من الادهان بتشديد الدال، افتعال من دهن بالفتح يدهن بالحركات الثلاث دهنًا ودهنة: بلَّ الشعر وغيره بالدهن بالضم، وقد روي في حديث الترمذي (?) وغيره: (إذا دهن) من الثلاثي، وهما بمعنى واحد.
وقوله: (لم يتبين) أي: الأبيض من الشعرات، إما (?) لأنها عند الادهان تجتمع فكان الأبيض منها لقلته غير متبين، (فإذا شعث) بكسر العين، أي: انتشر شعر رأسه، والشعث محركة في الأصل: انتشار الأمر، يقال: الأشدث للمغبر الرأس، (تبين) البياض ويتميز من السواد، وقيل: منشأ عدم رؤية الشيب إذا ادهن رأسه؛ لأن الشعر حينئذ يكون براقًا لامعًا، وهو سبب الاشتباه ومانع عن الامتياز، وقد جاء في شيب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن أنس أنه قال: ما عددت في رأس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا أربع عشرة شعرة بيضاء (?)، وعن ابن عمر: إنما كان شيب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نحو من عشرين شعرة بيضاء (?)، وليس بينهما تخالف؛ لأن أربعة عشر نحو من عشرين.
وقوله: (وكان كثير شعر اللحية) كأنه تفسير لما وقع في حديث آخر: (كث اللحية)، وقالوا في تفسيره: أي غير خفيفة اللحية ولا طويلة، وفي (القاموس) (?):