وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ". وَالْعَاقِبُ: الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3532، م: 2354].
5777 - [2] وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ: "أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَالْمُقَفِّي،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
سمى به حبيبه، واشتق منه لحبيبه اسمين: محمدًا وأحمد، وقال حسان بن ثابت:
أغر عليه للنبوة خاتم ... من اللَّه من نور يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه ... إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد
وقد قيل: إن هذا البيت الأخير لعمه أبي طالب أخرجه البخاري في (تاريخه الصغير) من طريق علي بن زيد ذكره صاحب (المواهب) (?)، واللَّه أعلم.
وقد ورد في حديث أنس بن مالك من طريق أبي نعيم: (إن اللَّه سماه بهذا الاسم قبل الخلق بألفي ألفي عام (?)).
وقوله: (وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي) يروى بلفظ الإفراد والتثنية، ومعناه أنا أول من تنشق عنه الأرض، فسمي حاشرًا؛ لأنه لما حشر أولًا تقدم الناس في ذلك كأنه سبب في حشرهم. و (العاقب) الذي يخلف من كان قبله في الخير كالعقوب، وهو في معنى خاتم الأنبياء.
5777 - [2] (أبو موسى الأشعري) قوله: (والمقفي) صحح بصيغة اسم الفاعل من التقفية، وكل شيء يتبع شيئًا فقد قفاه، فيكون من القفو، والمادة للتأخر والتبعية،