. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأداءً لما وجب عليه تبليغه إلى أمته ليعرفوه، ويعتقدوه، ويعملوا بمقتضاه في توقيره، ومحبته، والإيمان به على حسبه، كما أمرهم اللَّه تعالى، والفخر ادعاء العظم والكبر والشرف، وكان -صلى اللَّه عليه وسلم- يحب مدحه والثناء عليه لما أن ذلك صدق لا يشوبه كذب قطعًا، وكان يقول: إن اللَّه يؤيد حسانًا بروح القدس ما دام ينافح عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويضع له منبرًا يقوم عليه.
ولبعض الأولياء العارفين من أمته قدوة وأسوة حسنة به -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولذلك قال الشيخ ابن عطاء اللَّه الإسكندري في (كتاب الحكم): الزهاد إذا مدحوا انقبضوا لشهودهم الثناء من الخلق، والعارفون إذا مدحوا انبسطوا لشهودهم ذلك من الملك الحق، وفي شرحه لابن عباد رحمه اللَّه: كان بعضهم يمدح وهو ساكت، فقيل له في ذلك، فقال: وما عليَّ من ذلك، ولست أغلط في نفسي بل لست في البين والمجري والمنشئ هو اللَّه، وقيل: هذا المعنى في الخبر المروي: (إذا مدح المؤمن ربا الإيمان في قلبه) (?).
وقال الشيخ أبو طالب المكي رحمه اللَّه (?): وفيه طريق العارفين أن يعلو الإيمان العلي إلى المولى الأعلى، فيفرح بذلك لمولاه ويضيفه إلى وصفه ولا يعجب بنفسه، وبهذا النظر الجمعي استقام لهم من مدحهم لأنفسهم، وثنائهم عليها ما لم يستقم لغيرهم، كما وقع لجماعة منهم، وقد روي في ذلك عن سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني، وسيدي أبي الحسن الشاذلي، وسيدي أبي العباس المرسي رحمهم اللَّه وغيرهم غير شيء، وعلامة الصدق في حب المدح وإن كان صاحب هذا المقام لا يحتاج إلى علامة