فَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ فَأَتَتْهُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّيْ، فَأَوْمأَ بِيَدِهِ؛ مَهْيَمْ؟ قَالَتْ: رَدَّ اللَّهُ كيْدَ الْكَافِرِ فِي نَحْرِهِ، وَأَخْدَمَ هَاجَرَ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: تِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ! . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 3358، م: 2371].

ـــــــــــــــــــــــــــــ

إنس وجن، وقال الطيبي (?): أراد به المتمرد من الجن، وكانوا يهابون الجن ويعظمون أمرهم.

وقوله: (فأخدمها هاجر) أي: جعل ذلك الجبار هاجر خادمة لسارة، وهاجر بفتح الجيم: اسم أم إسماعيل عليه السلام، ويقال لها: آجَرُ، كذا في (القاموس) (?).

و(مهيم؟ ) بفتح الميم وسكون الهاء وفتح التحتانية كلمة استفهام، أي: ما حالك، وما شأنك، أو ما وراءك، أو أَحَدَثَ لك شيء، كذا في (القاموس) (?)، والمناسب هنا المعنى الأول.

وقوله: (رد اللَّه تعالى كيد الكافر في نحره) كناية عن نزول مكره على نفسه، وإصابة جزائه إياه، و (النحر): أعلى الصدر أو موضع القلادة.

وقوله: (تلك) أي: هاجر (أمكم يا بني ماء السماء! ) أراد بني إسماعيل لطهارة نسبهم، وقيل: أشار به إلى إنباع اللَّه تعالى لإسماعيل زمزم، وهي ماء السماء، وقيل: أراد بهم الأنصار؛ لأنهم أولاد عامر بن حارثة الأزدي، كان ملقبًا بماء السماء؛ لأنه كان يستمطر به، وفيه أن الأنصار ليسوا من أولاد هاجر، فكيف يصح قوله: (تلك أمكم)؟ والجواب أنها أمهم بسبب أنها أم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فكانت أم الأمة كلهم كما يسمى