5582 - [17] وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فَهُوَ يَمْشِي مَرَّةً، وَيَكْبُو مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَلأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ! لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ! . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
5582 - [17] (ابن مسعود) قوله: (ويكبو مرة) في (القاموس) (?): كبا يكبو كَبْوًا وكُبُوًا: انكبّ على وجهه.
وقوله: (وتسفعه النار) في (القاموس) (?): سفع الشيء كمنعه: أعلمه، ووَسَمَه، والمعنى تعلمه النار، وتسميه علامة ووسمة منها بأن تلفحه لفحًا يسيرًا فيتغير لون بشرته، ويظهر فيه أثر منها من احتراق بعض أعضائه واسوداد من لفحها، وأصل السفع: سواد في الوجه، قال الأصمعي: هو حمرة يعلوها سواد.
وقوله: (ما أعطاه أحدًا من الأولين والآخرين) كلام وقع من غاية الفرح والسرور، وليس المراد حقيقته، بل المراد: أعطاني شيئًا كثيرًا عظيمًا.
وقوله: (فترفع له شجرة) أي: تظهر رفيعًا.
وقوله: (فلأستظل) أحد الحرفين الفاء واللام زائدة زيدت للتأكيد واللام مكسورة مقدرة بعدها (أن) ناصبة.
وقوله: (وأشرب من مائها) ظن من غلبة الظمأ أنه يكون تحتها ماء أو لجريان