5571 - [6] وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونَنِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ؟ فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِيْ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 6583، م: 2290].

ـــــــــــــــــــــــــــــ

أخفاه، وغت الماء: شربه جَرعًا بعد جَرع من غير إبانة الإناء من فيه، وغت الشيء الشيء: أتبع بعضه بعضًا، والكل يتضمن معنى الضغط والغلبة والتتابع.

ويروى (يعب) بمهملة مضمومة وموحدة من عب الماء عبًا، أي: شربه جرعًا متتابعًا، ومنه العباب لمعظم السيل وارتفاعه وكثرته، وعند ابن ماهان (يثعب) بمثلثة ومهملة، أي: يتفجر. وفي (القاموس) (?): ثعب الماء والدم كمنع: فَجَرَهُ فَانْثَعَبَ، وماء ثَعْبٌ: سائل، والثعب: مسيل الوادي، والميزاب بكسر الميم، وقيل بالفتح أيضًا، وفي (القاموس) (?): وزب الماء يزب: سال، ومنه: الميزاب، أو هو فارسي ومعناه: بُلِ الماءَ، فعرّبوه بالهمز، ولهذا جمعوه بالمآزيب.

5571 - [6] (سهل بن سعد) قوله: (إني فرطكم) فرط فروطًا بالضم: سبق، وتقدم في الأمر، وفرط القوم: سبق وتقدمهم ليرتاد لهم الماء ويهيء لهم الدلاء والأرشية، أي: أنا سابقكم إلى الحوض كالمهيء له لأجلكم.

وقوله: (ليردن عليّ أقوام) قيل: لعل هؤلاء هم الذين قال فيهم: (أصيحابي)، وقد سبق شرحه في الفصل الأول من (باب الحشر).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015