فَسَلَّطَه عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 73، م: 816].
203 - [6] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الروايات بالتذكير، وجعله الكرماني أصل الرواية، قال الشيخ (?): في معظم الروايات (اثنتين) بتاء التأنيث، وعلى كل تقدير (رجل) بالجر، ويجوز رفعه بتقدير المبتدأ، فعلى الرواية الثانية ظاهر، وعلى الأولى باكتساء إعراب المضاف.
وقوله: (على هلكته) بفتحات بمعنى الهلاك، وعبر بذلك إشارة إلى أنه لا يبقى شيئًا، وكذا بقوله: (سلطه)، وذلك لكون النفس مجعولة على الشح، وأشار بقوله (في الحق) أي: في الطاعة ليزيل الإسراف المذموم.
وقوله: (آتاه اللَّه الحكمة) قال الكرماني: عرف (الحكمة) ونكر (مالًا)؛ لأن المراد معرفة الأشياء التي جاءت بها الشريعة، فاللام للعهد بخلاف المال.
وقوله: (فهو يقضي بها) أي: يحكم بها بين الناس، وقيل: يعمل بها، وإنما حرص على الغبطة في هاتين الخصلتين؛ لأنهما من صفات الأنبياء والمرسلين خصوصًا الثانية منهما.
203 - [6] (أبو هريرة) قوله: (انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة) هذه العبارة لا تخلو عن شيء، فإن قوله: (عمله) فاعل انقطع، فالظاهر في الاستثناء أن يقال: إلا ثلاثة أي: ثلاثة أعمال، أو يقال: انقطع من عمله إلا من ثلاثة أعمال، فقيل: (من) زائدة، وقيل: بل الضمير في (عنه) زائدة، ومعناه: إذا مات الإنسان انقطع عن أعماله