عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ قَالَ: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ إِلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ، مِنْهُ خُلِقَ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ". [خ: 4814، م: 2955].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عظمًا) نصبه إما على تأويل الكلام السابق بالموجب، أي: يبلى كل شيء إلا عظمًا، وقد جاء في بعض الروايات: (كل ابن آدم يبلى إلا عجيب الذنب)، وكما تؤيده الرواية الأخرى، أو يجعل (لا يبلى) صفة (شيء) و (إلا عظمًا) خبره، والاستثناء مفرغ، أي: ليس شيء هو لا يبلى شيئًا إلا عظمًا واحدًا، وهو عجب الذنب بفتح العين وسكون الجيم وفتح الذال والنون، وهو العظم في أسفل الصلب عند العجزتين الأليتين، وهو مكان الذنب من الحيوانات، قالوا: وأمر العجب عجيب فإنه أول ما يخلق وآخر ما يبلى، ويقال بالميم مكان الباء، في (القاموس) (?): العجم: أصل الذنب، وحكى بعضهم بتثليث العين مع الباء، ففيه ست لغات.
ثم قال الطيبي (?) نقلًا عن المظهر: المراد طول بقائه؛ لأنه لا يبلى أصلًا؛ لأنه خلاف المحسوس، انتهى، يفهم أنه أنّا قد نحسّ بلاه بعد طول الزمان، ويتجه عليه أنه لابد من بقائه إلى يوم البعث ليركب منه الخلق يوم القيامة، والبلى بعده غير معقول، وإذا أبلي قبله فكيف يركب منه، ولو أريد بالبلاء كونه مفتوتًا لا ترابًا فلا يظهر معنى: (كل شيء يبلى إلا عجب الذنب)، نعم ما ورد من: أنه (أول ما يخلق وآخر ما يبلى) يدل على بلاه آخرًا، ولكنه لا يخلو عن شيء، ويختلج في صدري أن المراد بكونه (آخر ما يبلى) كونه مما لا يبلى، وكناية عنه، واللَّه أعلم فتدبر، ثم اعلم أنه