200 - [3] وَعَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 71، 3641، م: 1037].

ـــــــــــــــــــــــــــــ

سمرة بالتثنية، وفي حديث المغيرة بالشك في التثنية والجمع، وإنما سماه كاذبًا لأنه لما لم يحتط ولم يتحر فكأنه رضي بالكذب، ولأنه أعان الكاذب وشاركه في إشاعته، فاشترك معه في الوزر.

200 - [3] (معاوية) قوله: (يفقهه في الدين) الفقه الفهم والفطنة وهي تهيؤ النفس لجودة فهم ما يرد عليها من الغير أي: يعطيه فهمًا خاصًّا في أحكام الدين يدرك به المراد مما يرد عليه من الكتاب والسنة ويصل إلى حقيقة معناه، وهو أخص من مطلق العلم، حتى لا يحسن إطلاق العلم في بعض المواضع التي يحسن فيه إطلاق الفقه كما قيل في تعريف الفقه، هو معرفة ما لها وما عليها، فغلب في عرف الشرع على معرفة الأحكام الشرعية الفرعية بدلائلها المستنبطة هي منها، ولعل إرادة المعنى الأول ههنا أولى وأحسن، قال التُّورِبِشْتِي (?): أي: يجعله عالمًا بأحكام الشريعة ثقفًا ذا بصيرة فيه، فيصير قلبه ينبوع العلم يستخرج بفهمه المعاني الكثيرة من اللفظ الموجز، فافهم.

وقوله: (وإنما أنا قاسم واللَّه يعطي) أشار -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى أن الأمر كله بيد اللَّه، وهو المعطي لمن شاء ما شاء، وإنما على يدي قسمة ما أعطى تأكيدًا لقوله: (من يرد اللَّه به خيرًا يفقهه في الدين) وتنبيهًا على شهود التوحيد والرضا بقسمته -صلى اللَّه عليه وسلم- وإن كانت القسمة بتفضيل بعضهم على بعض، وترجيحه بزيادة القسم؛ لأنه من عند اللَّه، هذا ما يفهم من ظاهر لفظ الحديث، واللَّه أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015