وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
آية دالة على عظم معناه المراد به كالأحاديث التي هي من جوامع الكلم، وبذلك يشر كلام الطيبي، والحق أن كل أحاديثه -صلى اللَّه عليه وسلم- كذلك، فيكون المعنى ولو حديثًا واحدًا، ويعتذر على هذا الوجه من تخصيص التحريض على التبليغ بالأحاديث لعدم الحاجة إليه في تبليغ القرآن لما ذكر، ولا يخفى بعد ذلك، وأبعد منه حمل الآية على العلامة بمعنى كون المبلغ فعلًا أو إشارة باليد والأصابع ونحو ذلك وإن كان فيه تتميم ومبالغة في المقصود، هذه حاصل ما ذكره الطيبي (?) مع تنقيح وتلخيص لمقصوده.
وقوله: (وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) قال التُّورِبِشْتِي (?): يحتمل أن القوم لما سمعوا قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: (أَمُتَهَوِّكُوْنَ أنتم؟ ) تحرجوا عن التحديث عن بني إسرائيل، فرخص لهم في الحديث عنهم، ويحتمل أنهم تعجبوا بما حدثوا به عن بني إسرائيل من جلائل الأمور وعظائم الشؤون حتى تحرجوا عن التحدث به، خشية أن يفضي بهم ذلك إلى التفوه بالكذب، فقالوا: (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)، فقد كان فيهم الآيات الغريبة والوقائع العجيبة، انتهى.
أشار إلى أن المراد التحدث بالقصص والمواعظ والحكم والأمثال دون الشرائع والأحكام لنسخها ووقوع التحريف فيها، وقيل: هذا بعد قوة الإسلام، والنهي كان قبلها، وإلى أن المراد بقوله: (لا حرج) أي: لا تضيق لوجوب الاحتياط في ذلك؛ لأن المقصود العبرة والاتعاظ على نحو ما تقرر أنه يعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وقد يقال: يحتمل أن يكون المراد بقوله: (لا حرج) إن لم تحدثوا؛ لأن