انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ؛ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ، قَالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيطَانَةً، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فِيهِ أعظمُ إِنْسَانٍ مَا رَأَيْنَاهُ قطُّ خَلْقًا وأَشَدُّهُ وَثَاقًا، مجموعةٌ يَده إِلَى عُنُقِهِ مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولا دليل عليه، و (الدير): خان النصارى، والجمع أديار، وصاحبه ديّار وديراني، وفي (المغرب) (?): صومعة الراهب.
وقوله: (بالأشواق) أي: ملتبس بها، وجمع لكثرة الشوق وشدته.
وقوله: (لما سمت لنا رجلًا فرقنا) أي: لما تكلمت مع كونها دابة، فرق كسمع: خاف، و (أن تكون شيطانة) بدل اشتمال من الضمير في (منها)، أو مفعول له لتقدير اللام.
وقوله: (ما رأيناه) أي: مثله، وكلمة (ما) ساقطة في الأصول، ولعل من زادها نظر إلى (قط)، قال الطيبي (?): والوجه أن يكون مرادًا, انتهى.
ولا يذهب عليك أنه لو ثبت عدم وجوده في الروايات الصحيحة فاشتراط النحويين إياها محل مناقشة، واللَّه أعلم.
و(خلقًا) تمييز من (أعظم)، و (أشده) عطف على (أعظم)، والضمير للإنسان، و (الوثاق) بالفتح والكسر: ما يشد به، وأوثقه: شده، وثقه توثيقًا: أحكمه.
وقوله: (ما بين ركبتيه) أي: ومجموعة ما بين ركبتيه، وحذف (مجموعة) لدلالة الأولى، ويمكن أن يكون بحذف حرف الجر، أو حالًا مترادفة أو متداخلة، ويمكن