5222 - [68] وَعَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ". رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَيْهَقِيُّ فِي "شُعَبِ الإِيمَانِ". [حم: 2/ 177، شعب: 4463].
5223 - [69] وَعَنْ مَالِكٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ قِيلَ لِلُقْمَانَ الْحَكِيمِ: مَا بَلَغَ بِكَ مَا ترى؟ يَعْنِي الْفَضْلَ، قَالَ: صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءُ الأَمَانَةِ، وَتَرْكُ مَا لَا يَعْنِينِي. رَوَاهُ فِي "الْمُوَطَّأ". [ط: 2/ 990].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الفاء يجيء لما ينفصل من الشيء ويطرح، كالكناسة لما انفصل بالمكنس من التراب والحشيش من البيت، والقلامة لما انفصل من الظفر بالقلم، والسباطة، ونحو ذلك.
5222 - [68] (وعنه) قوله: (ما فاتك من الدنيا): (ما) مصدرية، أي: ما ضرك فوت الدنيا، وقيل: نافية، أي: ما فاتك إذا كن حاصلة، والأول هو الأظهر، وليست بموصولة؛ لعدم الضمير، ولو كانت العبارة ما فاتك من الدنيا لكانت هي.
وقوله: (حفظ إمانة) في حقوق اللَّه والعباد، (وعفة في طعمة) بالضم، بالاجتناب عن الحرام والاقتصار على الكفاية.
5223 - [69] (مالك) قوله: (ما بلغ بك) الباء للتعدية.
وقوله: (ما لا يعنيني) صريح في أن الضمير في (يعني) لـ (ما)، وفي قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، ويحتمل أن يكون لـ (ما) أو لـ (المرء)، والظاهر في المعنى لـ (المرء)، فافهم.