عَلَى أُمَّتِي الْهَوَى وَطُولُ الأَمَلِ، فَأَمَّا الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ، وَهَذِهِ الدُّنْيَا مُرْتَحِلَةٌ ذَاهِبَةٌ، وَهَذِهِ الآخِرَةُ مُرْتَحِلَةٌ قَادِمَةٌ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تَكُونُوا بَنِي الدُّنْيَا فَافْعَلُوا؛ فَإِنَّكُمُ الْيَوْمَ فِي دَارِ الْعَمَلِ وَلَا حِسَابَ، وَأَنْتُمْ غَدًا فِي دَارِ الآخِرَةِ وَلَا عَمَلَ". رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي "شُعَبِ الإِيمَانِ". [شعب: 10132].
5215 - [61] وَعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلَ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ فِي تَرْجَمَةِ بَابٍ. [خ: كتاب الرقاق، باب الأمل وطوله].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المفعول بحذف الصلة، أي: أخوف مخوفاتي على أمتي، أي: ما يخاف منه، أو يكون من أخاف اسم بمعنى خوف، أي: أشد موجبات خوفي عليهم.
وقوله: (وهذه الدنيا) قد يراد باسم الإشارة للقريب التحقير والإهانة، لأن ما يكون قريبا يكون مبتذلًا مهانًا، وقد يراد التعظيم؛ لأن ما يكون عظيمًا يكون قريبًا مخطورًا بالبال حاضرًا في الذهن، ففي قوله: (هذه الدنيا) يراد التحقير، وفي (هذه الآخرة) التعظيم.
وقوله: (فإنكم اليوم في دار العمل) أي: في دار الدنيا التي هي دار العمل.
وقوله: (ولا حساب) قال الشيخ ابن حجر: بالفتح بغير تنوين، ويجوز الرفع بالتنوين، وكذا قوله: (ولا عمل).
5215 - [61] (علي) قوله: (رواه البخاري) أي: موقوفًا على علي -رضي اللَّه عنه-، وحديث جابر -رضي اللَّه عنه- عنه يدل على أنه مرفوع أيضًا.