رَوَاهُ فِي "شَرْحِ السُّنَّةَ" وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي "أَرْبَعِينِهِ": هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَويْنَاهُ فِي "كِتَابِ الْحُجَّةِ" بإِسْنَادٍ صَحِيحٍ. [شرح السنة: 1/ 212، 213، رقم: 104].

168 - [29] وَعَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمُيتَتْ بَعْدِي، فَإِنَّ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلَ أُجُورِ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنِ ابْتَدَع بِدْعَةً ضَلَالَةً لَا يَرْضَاهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ كانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2677].

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وتابعًا للحق وموافقًا ومسلِّمًا له وراضيًا به، كما دل عليه قوله: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]، وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (ذاق طعم الإيمان من رضي باللَّه ربًا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيًا) (?) وإن أُريد بالتبعية لما جئت به اعتقادُ حقِّيَّته -صلى اللَّه عليه وسلم- جاز الحمل على نفي أصل الإيمان.

168، 169 - [29، 30] (بلال بن الحارث المزني) قوله: (من أحيا سنة من سنتي) أي: أقامها وروجها وأيدها وقواها، والمراد بالسنة: الطريقة المسلوكة في الدين وشرائع الإسلام ولو كانت فرضًا وواجبًا، ولو حمل على المعنى المصطلح فله أيضًا وجه، إذ الفرائض ثابتة لا حاجة إلى الترغيب والتحريض على إحيائها، وإنما يناسب في السنن والفضائل وما يكون من شعار الدين مما يكمل ويَرُوج به الإسلام.

وقوله: (بدعة ضلالة) كأنه احتراز عن بعض البدع المستحسنة التي يقوى بها الدين كما مر من أقسام البدعة في أول الباب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015