عِنْدِي لَمُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ ذُو حَظٍّ مِنَ الصَّلَاةِ، أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَأَطَاعَهُ فِي السِّرِّ، وَكَانَ غَامِضًا فِي النَّاسِ لَا يُشَارُ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مثل حاله.
وقوله: (لمؤمن) دخول اللام في خبر المبتدأ جائز على مذهب الزجاج، والأصل أن يدخل على المبتدأ أو خبر (إن)، وهذا الحديث يصلح متمسكًا به، وأما التمسك بقوله تعالى: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ} [طه: 63] بارتكاب حذف ضمير الشأن وجعل {لَسَاحِرَانِ} خبر {هَذَانِ} لا يتم؛ لجواز أن يكون {لَسَاحِرَانِ} خبر {إِنْ} على لغة من لم يعرب اسم الإشارة، وقيل: اللام في الخبر زائدة، أو المبتدأ محذوف، أي: لهو مؤمن، وهذا تكلف.
وقوله: (خفيف الحاذ) في (القاموس) (?): حاذ المتن: موضع اللِّبْدِ منه، وقال: الحاذ: الظهر، وخفيف الحاذ: قليل المال والعيال، وفي (الصراح) (?): خفيف الحاذ، أي: خفيف الظهر، وأما تفسير الحاذ بالمال فلعله بيان للمراد منه، وأما أنه معناه لغة فلا يظهر من كتب اللغة، واللَّه أعلم.
وقوله: (ذو حظ من الصلاة) أي: حظ عظيم منها لقلة الشواغل.
وقوله: (أحسن عبادة ربه) تعميم بعد تخصيص، أو المراد بالعبادة هو الصلاة، (وأطاعه في السر) تفسير الأحسن، وإشارة إلى أن الأحسن والأكمل من العبادة ما يكون سرًّا، وأن هذا الرجل لما كان قليل العيال راضيًا بالكفاف من الرزق لم يخرج إلى الناس كما أشار إليه بقوله: (وكان غامضًا) أي: خاملًا في الناس، ولم يخالطهم حتى