وَقَرَأَ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} الآيَة [الأنعام: 153]. رَوَاهُ أحمَدُ وَالنَّسَائِيُّ والدَّارِمِيُّ. [حم: 1/ 435، 465، س في الكبرى: 11174، دي: 1/ 67].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
طريقًا ستة طرق فيكون اثنين وسبعين، انتهى.
قلت: قد علم من الحديث افتراق الأمة ثلاثًا وسبعين فرقة لكن لا بهذا الطريق المذكور بأن يكون أصولها اثني عشر، ثم يصير كل منهم ستة، بل ذكر في (المواقف) (?): أن كبار الفرق ثمانية: المعتزلة والشيعة والخوارج والمرجئة والنجَّارية والجبرية والمشبِّهة والناجية، ثم جعل المعتزلة عشرين، والشيعة اثنين وعشرين، والخوارج عشرين، والمرجئة خمسًا، والنجارية ثلاثًا، ولم يفرق الجبرية والمشبِّهة، فهذه اثنان وسبعون، والفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة، فليس الأمر كما ذكر في (المدارك)، واللَّه أعلم.
فإن قلت: كيف يعلم سبيل اللَّه والسالك بها وسبل الشيطان والواقفون فيها؟
قلت: يعلم ذلك من نقل المتواتر والفحص عن أحوال السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم، وقد علم يقينًا أن هذه البدع في المذاهب والأقوال حدثت بعد الصدر الأول، والصحابة والتابعون لهم بإحسان لم يكونوا على ذلك وكانوا متبرئين عنها وعن أهلها، رادين عليهم مذاهبهم، رادعين لهم عنها، والمحدثون من أصحاب الكتب الستة وغيرها من الكتب المشهورة المعتمدة المعول عليها في الإسلام، والأئمة الفقهاء، وأرباب المذاهب الأربعة، ومن هم في طبقتهم، كانوا على ذلك، وأن الأشاعرة والماتريدية إنما أبدوا مذهب السلف وأثبتوها بدلائل عقلية ونقلية، ولذلك سُموا أهل السنة والجماعة؛ لأخذهم بما ثبت من سنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وجرت عليه جماعة