أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟ " قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّه، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَعَدَّ خَمْسًا فَقَالَ: "اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلَا تُكْثِرِ الضَّحِكَ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [حم: 2/ 310، ت: 2305].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الكلمات).
وقوله: (أو يعلم) يدل على أن الأصل أن تعمل، فإنه المقصد الأصلي من العلم، وإن وقع التقصير في العمل فثواب التعليم باق، فلا ينبغي أن تخلو عنهما، فإن جمعا فهو الأتم والأكمل، وقال الطيبي (?): (أو) بمعنى الواو.
وقوله: (اتق المحارم تكن أعبد الناس) فإن قلت: العبادة على قسمين: امتثالية واجتنابية، فما معنى هذه العبارة؟ قلت: هي تنبيه على الاهتمام بشأن الاجتناب، يعني أن العبادة الامتثالية إنما تتم وتكمل بالاجتناب عن المحارم، فمن لم يستقص في الامتثاليات النوافل والمندوبات، ولكنه يتق المحارم، ويجتنب عنها، ويبالغ في ذلك، فهو أعبد من الذي يستقصي في الامتثال ويقصر في الاجتناب، هكذا قال المشايخ.
وقوله: (تكن مؤمنًا) إشارة إلى قوله: (حتى يأمن جاره).
وقوله: (تكن مسلمًا) يؤخذ من الحديث أن الإسلام والإيمان واحد مع ما ورد: (ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
وقوله: (ولا تكثر الضحك) في (القاموس) (?): ضحك ضحكًا بالفتح وبالكسر