إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ"، وَكَانَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُحِبُّهُ، وَكَانَ دَمِيمًا، فَأَتَى النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يوْمًا وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ وَهُوَ لَا يُبْصِرُهُ، فَقَالَ: أَرْسِلْنِي مَنْ هَذَا؟ فَالْتَفَتَ فَعَرَفَ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَجعل لَا يَأْلُواْ مَا أَلْزَقَ ظَهْرَهُ. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
البلدان، وتجهيز الغازي تحميله، وإعداد ما يحتاج إليه في غزوه، ومنه تجهيز الميت والعروس، قال الكرماني (?): الجهاز بفتح جيم وكسرها: ما يحتاج إليه في السفر، وفي (القاموس) (?): جهاز الميت والعروس والمسافر بالكسر، والفتح: ما يحتاجون إليه.
وقوله: (إن زاهرًا باديتنا) أي: ساكن في باديتنا، وفي بعض النسخ: (بادينا)، والبادي: المقيم بالبادية، وهو أظهر من الأول، كذا في (شرح الشمائل).
وقوله: (ونحن حاضروه) الحاضر المقيم في المدن، من الحضر مقابل السفر، والمعنى: إنا نستفيد منه ما يستفيد الرجل من باديته من أنواع النباتات، ونحن نعدّ له ما يحتاج إليه من البلد، و (الدميم) بالدال المهملة، أي: قبيح الوجه، الدمامة بالفتح: القصر والقبح.
وقوله: (فاحتضنه) أي: أخذه في حضنه، والحضن بالكسر: ما دون الإبط إلى الكشح، أو الصدرُ، والعضدان وما بينهما، كذا في (القاموس) (?).
وقوله: (فجعل) أي: طفق (لا يألو ما ألزق) (ما) مصدرية.