قَالَ: "فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدَهُ حَتَّى الآنَ". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 6227، م: 2841].

4629 - [2] وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: أَيُّ الإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتُقْرِئُ السَّلَامَ. . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله: (فكل من يدخل الجنة) إلى آخر الحديث؛ فيه تقديم وتأخير في البيان، أي: خلق اللَّه آدم وطوله ستون ذراعًا، وكانت ذريته كذلك، ثم لم يزل أولاده ينقص بعده حتى الآن، فلما أدخلوا الجنة أعيدوا إلى ما كان أبوهم عليه من طول القامة والحسن والجمال، أي: كلهم على هذه الهيئة، وأما الجهنميون فضرس أحدهم مثل أحد على أقبح شكل وأفظعه، نعوذ باللَّه منها.

4629 - [2] (عبد اللَّه بن عمرو) قوله: (أي الإسلام) أي: أيّ أحكام الإسلام وآدابه.

وقوله: (تطعم الطعام وتقرأ السلام. . . إلخ)، خبران في معنى الأمر، والأظهر بحسب المعنى أن يكونا بتقدير (أن)، وهو إشارة إلى السخاوة والتواضع؛ فإنهما أصل حمايد الصفات وعمدة الخصائل التي تجب رعايتها بالنسبة إلى الخلق وتعاملهم.

وقال الطيبي (?): ولعل تخصيصهما من جهة المناسبة بحال السائل، ولذلك أسندهما إليه بلفظ الخطاب، انتهى.

والدليل على ذلك أنه قد أجاب في أحاديث أخر بخصائل أخر مثل: (الصلاة بالليل والناس نيام)، ونحو ذلك.

و(تقرئ) بضم التاء وكسر الراء من الإقراء، وقد يقرأ: (تقرأ) بفتح التاء والراء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015