4623 - [18] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَن وَرَقَةَ. فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ: إِنَّهُ كَانَ قَدْ صَدَّقَكَ، وَلَكِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أُرِيتُهُ فِي الْمَنَامِ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ، وَلَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَكَانَ عَلَيْهِ لِبَاسٌ غَيْرُ ذَلِكَ". . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وجاء في بعض الروايات: (الرؤيا لأول عابر وهي على رجل طائر) الحديث، يعني إذا كانت الرؤيا محتملة لتعبيرات متعددة فحدث بها لأحد وعبر على أحد الاحتمالات، ثم ذكر للآخر وعبر على احتمال آخر، فالمعتبر هو التعبير الأول ويقع على حسبه، وهنا إشكال يوردونه وهو أن وقوع جميع الأشياء بقضاء اللَّه وقدره، فما وجه كتمان الرؤيا في السقوط وتعبيرها في الوقوع؟
والجواب أن هذا أيضًا بقضاء اللَّه وقدره، فما هو حكم الدعاء والصدقة وسائر الأسباب حكمه ولا إشكال.
4623 - [18] (عائشة) قوله: (سئل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ورقة) هو ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزى بن قصي، ابن عم أم المؤمنين خديجة بن خويلد بن أسد، وذكره في (أسد الغابة) (?) في الصحابة وقال: اختلف في إسلامه، ثم أورد هذا الحديث بعينه دليلًا على إسلامه، ثم إن عائشة -رضي اللَّه عنها- روت هذا الحديث سماعًا من غيرها؛ لأنها لم تكن حينئذ عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فالحاصل أنه قد سئل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن حال ورقة أهو مؤمن أم لا؟ فقالت خديجة: كلامًا بين بين، رعاية لحال ابن عمها، وأدبًا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، الأول منهما ناظرًا إلى إيمانه وهو قولها: (إنه قد صدقك) أي: إجمالًا، والثاني إلى التوقف وهو قولها: (ولكن مات قبل أن تظهر) يعني أنه لم يدرك زمان دعوتك ليصدقك