* الْفَصْلُ الأَوَّلُ:

140 - [1] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ". مُتَّفقٌ عَلَيْهِ. [خ: 2697، م: 1718].

141 - [2] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْي هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قال العبد الضعيف: المناسب لهذا المقام أن يراد بها المعنى الأول كما لا يخفى.

الفصل الأول

140 - [1] (عائشة) قوله: (من أحدث في أمرنا) أي: في ديننا، أي: أحدث شيئًا لم يكن عليه من الكتاب والسنة سند صريحًا أو مستنبطًا، أو لم يحكم بصحته الكتاب، فيشمل الإجماع والقياس، والمراد ما كان مخالفًا مغيرًا لهما.

وقوله: (فهو) أي: من أحدث أو ما حدث مردود.

141 - [2] (جابر) قوله: (قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أما بعد. . . إلخ) كان يقول في الخطبة بعد الحمد والصلاة، قلّما تخلو خطبة منها، وكلمة (أما) قد يجيء لتفصيل ما أجمل، وقد يجيء للاستئناف كما في أول الكلام، ويقال: لقولهم: (أما بعد) فصل الخطاب، ويقال: إنه المراد بقوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}، وقد سبق الكلام فيه في شرح خطبة الكتاب.

(والهدْي) الطريقة والسيرة، ويستعمل في السيرة الحسنة والطريقة المرضية، واللام للاستغراق. (وشر الأمور) روي منصوبًا، وقد يروى وهو الأكثر مرفوعًا على الابتداء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015