قَالُوا: لِلَّذِي قَالَ الْحَقُّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ، فَسَمِعَهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُو السَّمْعِ هَكَذَا، بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ". وَوَصَفَ سُفْيَانُ. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أهل السماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبرئيل، فإذا جاء جبرئيل فزع عن قلوبهم، فيقولون: يا جبرئيل ماذا قال ربك؟ فيقول: الحق الحق، يعني سمع القول المقربون من الملائكة، فيسألهم الملائكة، ويقولون: ماذا قال ربكم؟ قال المقربون للذي قاله اللَّه تعالى وقضى وقدر (الحق)، أي: هو الحق الكائن الثابت الذي لا يبدل، وعلى هذا فالحق مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف.
وقال الطيبي (?): ويحتمل أن يكون صفة مصدر محذوف، أي: قالوا: لأجل ما قال اللَّه تعالى القول الحق، ولكن لا يكون على هذا التقدير مقول (قالوا) مذكور إلا أن يكون (قالوا) بمعنى أجابوا لأجله، ويحتمل أن يكون (للذي قال) بمعنى الجنس، والمراد الملائكة السائلون، ويقدر الفعل، أي: قالوا للسائلين: قال اللَّه القول الحق، ويفهم من بعض الحواشي أن يكون (الحق) مفعولًا به، أي: قالوا للذي قال اللَّه تعالى وقضى وقدر (الحق)، أي: عبروا عنه بلفظ (الحق).
وقوله: (وهو العلي الكبير) إثبات وتأكيد لكون ما قال وقدر حقًا.
وقوله: (مسترقو السمع) وهم الجن والشياطين الذين صعدوا لاستماع أخبار الملكوت ليلقوها على أوليائهم من الكهنة، ثم بين بقوله: (ومسترقو السمع هكذا) ترتيبهم وقيامهم، وفسره بقوله: (بعضه فوق بعض) على سبيل البدل، ثم (وصف سفيان) وصور بعضهم فوق بعض بأصابعه، وتوحيد الضمير في بعضه باعتبار الجنس المذكور.