. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوعها، فما مضت تلك السنة حتى غيث للناس، وأراد عمر كم بقي من الوقت الذي قد جرت العادة أنه إذا تم أتى اللَّه بالمطر، وفي (النهاية) (?): في حديث أمر الجاهلية، الأنواء: هي ثمان وعشرون منزلة، وينزل القمر كل ليلة في منزلة منها، ومنه {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} [يس: 39] وباقي كلامه مثل كلام (شرح جامع الأصول) إلا المنقول من أبي عبيد.
وقال الكرماني (?): النوء بفتح نون وسكون واو فهمزة، وزعموا أن المطر لأجل أن الكواكب ناء، أي: غرب أو طلع، ومن زعمه أوقاتًا فلا محذور، فليس من الوقت إلا وهو معروف بنوع من مرافق العباد، ثم حكى قصة الاستسقاء في زمن عمر -رضي اللَّه عنه- على ما حكاه في (شرح جامع الأصول).
وقال القاضي ابن العربي: من انتظر المطر منها على أنها فاعلة من دون اللَّه أو يجعل لِلَّه شريكًا فيها فهو كافر؛ لأن الخلق من اللَّه وحده، ومن انتظره منها على إجراء العادة فلا شيء عليه، وقال النووي (?): لكنه يكره، لأنه شعار الكفر وموهم له، قال الطيبي (?): يكره كراهة تنزيه.
وقال القاضي عياض: وكذا من أمر الجاهلية ذكر الأنواء، ومن قال: مطرنا بنوء كذا، النوء عند العرب سقوط نجم من نجوم المنازل الثمانية والعشرين، وهو مغيبة بالمغرب مع طلوع الفجر وطلوع مقابله حينئذ من المشرق، وعندهم أنه لا بد