فَلُبِطَ سَهْلٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ لَكَ فِي سَهْلِ ابْنِ حُنَيْفٍ؟ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: "هَلْ تَتَّهِمُونَ لَهُ أَحَدًا؟ "، فَقَالُوا: نَتَّهِمُ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَامِرًا، فتغَلَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ: "عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ ألَا بَرَّكْتَ؟ اغْتَسِلْ لَهُ". . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جلد مخبأة مثل هذا الجلد، والمراد من نفي رؤية يوم مثل هذا اليوم هو نفي رؤية المرئي فيه مثل هذا المرئي، ويؤول الكلام إلى مدح الجلد، لكن التقدير الأول هو الأولى المختار، كذا قيل، فافهم.
وقوله: (فلبط) بالباء الموحدة على صيغة المجهول بمعنى سقط من قيام، وصُرِع، كذا في (القاموس) (?).
وقوله: (فأتي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) أيضًا بلفظ المجهول، وفيه ضمير لسهل، أي: أتى خبر سقوط سهل لأجل إصابة عين من غير أن يعينوا عائنًا.
وقوله: (هل لك في سهل بن حنيف؟ ) أي: هل لك رغبة في معرفة حاله وعلاجه ومداواته؟
وقوله: (ألا بركت؟ ) أي: هلا دعوت له بالبركة بأن تقول: اللهم بارك له فيه فلم تصبه هذه الآفة.
وقوله: (اغتسل له) استئناف لبيان العلاج، كأنه قال عامر: قد وقع فماذا أفعل يا رسول اللَّه؟ فقال: اغسل أعضاءك لأجله وصب الماء عليه، وكان ذلك متعارفًا بينهم، فقرره النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما رأى فيه من الحكمة كما قال الطيبي (?) في شرح قوله: (العين حق) في آخر الفصل الأول.