. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في (سفر السعادة) (?): إن الاتكاء على ثلاثة أنواع، أحدها: أن يضع جنبه على الأرض، وثانيها: أن يجلس متربعًا، وثالثها: أن يضع إحدى يديه على الأرض ويتكأ عليها، ويأكل باليد الأخرى، وكلها مذموم، انتهى.
وقال الخطابي (?) وأكثر شراح الحديث: إن العامة تحسب أن المتكئ هو المائل في قعوده على أحد شقيه وليس كذلك، بل هو هنا المتكئ على وطاء تحته، وكل من استوى قاعدًا على وطاء فهو متكئ، وقال النووي (?): (متكئًا) أي: متمكنًا في الجلوس متربعًا أو معتمدًا على وطاء، وقال الكرماني (?): (لا آكل متكئًا) أي: لم أقعد متكئًا على الأوطئة حال الأكل فعل من يستكثر من الأطعمة، ولكني أقعد مستوفزًا وآكل علقة من الطعام، وليس المراد من الاتكاء الميل على أحد جانبيه، ومن حمل عليه تأول على مذهب الطب فإنه لا ينحدر في مجاري الطعام سهلًا، ولا يسيغه هنيئًا، وربما تأذى به، انتهى.
وقيل: الاتكاء هنا القعود على وجه التمكن والاستواء، بل السنة في الأكل أن يجلس مائلًا إلى الطعام ومتوجهًا ومنحنيًا إليه، وأورد السيوطي في "عمل اليوم والليلة": أنه لا يأكل متكئًا ولا ساقطًا على وجهه ولا قائمًا، بل يجلس على ركبتيه أو على هيئة الإقعاء أو على قدميه أو يرفع الركبة اليمنى ويجلس على الركبة اليسرى، وقال شراح البخاري: اختلف في صفة الاتكاء، فقيل: أن يتمكن للجلوس في الأكل على أيّ صفة