فَمَنْ أَتَاهُ فَهُوَ آمِنٌ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَيْهِم. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 1694، 2731].
4043 - [2] وَعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: صَالَحَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المشتهرون منهم في علم العربية في قوله سبحانه: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4] على قراءة من قرأ بالتشديد أنها بمعنى إلا، ويحمل قول الجوهري على أنه لم يصادفه فيما بلغه من كلامهم، والعرب تستعمل هذا الحرف في كلامهم على الوجه الذي في الحديث، إذا أرادوا المبالغة في المطالبة كأنهم يبتغون من المسؤول أن لا يهتم بشيء إلا بذلك، انتهى.
وقال صاحب (القاموس) (?): وإنكار الجوهري كونه بمعنى إلا غير جيد، يقال: سألتك لما فعلت، أي: إلا فعلت، ومنه: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4} {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ} [يس: 32]، وقراءة عبد اللَّه: (إِنْ كُلُّ لمَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ).
وقوله: (فمن أتاه فهو آمن) جواب شرط محذوف، أي: إذا أرسل إليهم واستردهم إلى المدينة، فمن أتاه منا مسلمًا فهو آمن، ولا نسترده منه.
4043 - [2] (البراء بن عازب) قوله: (على ثلاث أشياء) واشتراطه -صلى اللَّه عليه وسلم- بهذه الشروط كان لضعف حال المسلمين، وعجزهم عن مقاومة الكفار، وكانت مصالح عظيمة في هذا الصلح مما ظهرت ثمراته الباهرة وفوائده المتظاهرة التي كانت عاقبتها فتح مكة، وإسلام أهلها كلهم، ودخول الناس في دين اللَّه أفواجًا، وبالجملة كان في