أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَامَ حِينَ جَاءَهُ وَفْدُ هَوَازِنَ مُسْلِمِينَ، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ، وَسَبْيَهُمْ فَقَالَ: "فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفتيْنِ: إِمَّا السَّبْيَ وَإِمَّا الْمَالَ" قَالُوا: فَإِنَّا نَخْتَارُ سَبْيَنَا. فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (قام) أي: خطب، وفي رواية: (قال)، وعلى هذا يكون قوله فيما بعد: (فقال) بيانًا وتفصيلًا له كقوله: فقام على رواية قام.
وقوله: (حين جاءه) كذا في أكثر الأصول، وفي بعضها: (حين جاء) بدون الضمير.
وقوله: (وفد هوازن) اسم قبيلة، وغزوة هوازن تسمى غزوة حنين كانت بعد فتح مكة، وكانت الغنائم فيها من السبي والأموال أكثر من أن يحصى، وتفصيلها في كتب السير، والوفد: الرسول يجيء من قوم على عظيم وهو اسم جنس.
وقوله: (فاختاروا) الفاء فصيحة و (اختاروا) صيغة أمر.
وقوله: (إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال) قال في (القاموس) (?): الطائفة من الشيء: القطعة منه أو الواحد فصاعدًا أو إلى الألف أو أقلها رجلان أو رجل فيكون بمعنى النفس، انتهى.
قال (الطيبي) (?) الطائفة من الناس: جماعة منهم، ومن الشيء: قطعة منه، فجعل المال طائفة إما على المجاز أو على التغليب، انتهى، ولا شك أن الطائفة على ما ذكره اسم مشترك بين جماعة الناس وبين القطعة من الشيء من غير الناس فيكون معنى قوله: (إما على المجاز) الحمل على عموم المجاز، وأما التغليب فغير ظاهر لأنه إنما يكون