يُدْخَلُوْنَ الجنَّةَ فِي السَّلاسِل"، وفي روايةٍ: "يُقَادونَ إلى الجنَّةِ بالسَّلاسِل". رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 3010].
3961 - [2] وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَيْنٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَهُوَ فِي سَفَرٍ، فَجَلَسَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ يَتَحَدَّثُ ثُمَّ انْفَتَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اطْلُبُوهُ وَاقْتُلُوهُ". فَقَتَلْتُهُ فَنَفَّلَنِي سَلَبَهُ. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عنها ويزهدون فيها حتى يقادون إليها بالسلاسل كما يقاد إلى المكروه الذي تنفر منه الطباع، وتألم منه الأبدان وتكرهه النفوس.
وقوله: (يدخلون) بلفظ المجهول، والمراد بالسلاسل ظاهرها، لما كانت حالهم كذلك، وقد يأول بما يرد عليهم من قتل الأنفس وسبي الأهل والأولاد وتخريب الديار وسائر ما يلجئهم إلى الدخول في الإسلام الذي هو سبب دخول الجنة.
وقال الشيخ ابن عطاء اللَّه الأسكندري الشاذلي في (كتاب الحكم): علم قلة نهوض العباد إلى معاملته فأوجب عليهم وجود طاعته، فساق إليها بسلاسل الإيجاب، عجب ربك بقوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل.
وقال ابن زروق في (شرحه): إذا كان اللَّه غنيًا عنك فإيجابه عليك إيجاب لك في الحقيقة؛ لأنه إنما يطلبك بذلك لنفسك، وذلك كحال الصبي كيف يؤدب ويصرف عن استرساله على مقتضى طبعه وجبلته، ويلزم أمورًا شاقة عليها فيفعلها وهو كاره لذلك، والغرض إنما هو حصوله على منافعه التي هو جاهل منها، فإذا كبر وعقل عرف ذلك عيانًا.
3961 - [2] (أبو هريرة) قوله: (عين) أي: جاسوس.
وقوله: (ثم انفتل) أي: انصرف.
وقوله: (واقتلوه) فيه قتل الجاسوس من المشركين (فنفلني) أي: أعطاني،