حَتَّى يُصْبحَ وَيَنْظُرَ إِلَيْهِمْ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا كَفَّ عَنْهُمْ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ عَلَيْهِمْ قَالَ: فَخَرَجْنَا إِلَى خَيْبَرَ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ لَيْلَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ وَلَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا رَكِبَ وَرَكِبْتُ خَلْفَ أَبِي طَلْحَةَ، وَإِنَّ قَدَمِي لَتَمَسُّ قَدَمَ نَبِيِّ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: فَخَرَجُوا. . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يختلج تكرار بنا مع ذكره في الأول، ولا حاجة إليه، ثم قد ذكر في (مجمع البحار) (?) عن الكرماني: يُغرِينا بتحتية بعد راء من الإغراء، وروي يغر بحذفها، وروي يَغْدُ بسكون غين وبدال مهملة وحذف واو من الغدوِّ نقيضِ الرَّواحِ، فتدبر.
وقوله: (وينظر إليهم) أي: يتأمل في حالهم ويثبت في أمرهم حذرًا أن يغير على المؤمنين أو يكون فيهم أحد من المؤمنين، والظاهر هو الثاني؛ لأن الظاهر أنه قد كان علم أنها ديار الكافرين، لكن يحتمل أن يكون فيهم مؤمن أيضًا فيغير عليه، واللَّه أعلم.
وقوله: (وإن لم يسمع أذانًا أغار عليهم) لكونه علامة الكفر؛ لأن ترك الأذان في ذلك الزمان لم يكن متصوَّرًا، وجاء في الروايات الفقهية: الأذانُ شِعارُ الدِّين يجبُ القتالُ مع قومٍ ترَكُوه.
وقوله: (وإن قدمي لتمس قدم نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) لقربه منه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وفي الحواشي: هذا يدل على أنهم ركبوا على مركب واحد، وفيه ما فيه.
وقوله: (فخرجوا) أي: الكفارُ من الحصن قاصدين نخيلَهم ومزارعَهم ولم يعلموا بنا، و (المكاتل) جمع مِكتَل بكسر الميم، شِبُه الزِّنْبيل يسَعُ خمسةَ عشرَ رِطْلًا، و (المساحي) جمع مِسْحَاةٍ، في (القاموس) (?): سحا الطين يَسْحِيه ويَسْحُوه وَيَسْحَاهُ