إلى آخر لحظات حياته، من ذلك الوقت عرف الشيخ بلقب المحدث الذي أصبح بعده جزءًا من اسمه حتى إذا قيل: المحدث الدهلوي، لا يُعنى به إلا هو، وصارت مدرسته معروفة بخصائصها في الهند (?)، اجتمع فيها عدد كبير من الطلاب لتحصيل العلم، وصارت المدرسة أكبر حصن للشريعة الإسلامية والسنة النبوية في ذلك العهد المليء بالفتن، وظل الشيخ جبلًا ثابتًا أمام موجات الضلالات والأقوال المعادية للإسلام.
قال الأستاذ خليق أحمد نظامي (?): عاد الشيخ المحدث إلى الهند بإلحاح من الشيخ عبد الوهاب المتقي، لكن كان في قلبه حنين وشوق للرجوع إلى الحجاز. وكتب في وصيته بكل حسرة: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك.
* * *
إن الشيخ المحدث حاول بعد وفاة الملك أكبر التأثير على نور الدين جهانكَير الذي صار ملكًا بعد أكبر عن طريق الشيخ فريد (?)، وكانت شخصيته بارزة في البلاط الملكي، وألف رسالة ناقش فيها قواعد السلطنة وأركانها بالتفصيل، وكذلك جمع لملك شاهجهان أربعين حديثًا سماها: ترجمة الأحاديث الأربعين في نصيحة الملوك والسلاطين.
وكان للشيخ علاقة وطيدة مع الأمين عبد الرحيم خان خانان المتوفى سنة 1036 هـ، الذي كانت له شخصية معروفة في العهد المغولي بعلمه وفضله، وكذا لغيرهما من أعيان