فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، فَقَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبِ الْقَدَرَ، فَكَتَبَ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الأَبَدِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ إِسْنَادًا. [ت: 2155].

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بالرفع، وقد يروى بالنصب، فإن صحت كان على لغة من ينصب خبر إن، وقيل: بتقدير كان، وقد قيل بالوجهين في قوله: يَا لَيْتَ أَيَّامَ الصِّبَا رَوَاجِعَا.

وقوله: (فكتب ما كان) إخبار من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- باعتبار حاله وزمانه، وليس حكاية عما أمر القلم بكتابته، وإلا لقيل: ما يكون؛ لأنه ليس في ذلك الوقت شيء مضى، ويمكن أيضًا أن يقال: إن كتابة المقادير كان فيما لا يزال قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان حينئذ عرشه على الماء مخلوقًا قبله، فيكون المراد بما كان: ما هو قبل الكتابة مما كان بعد العرش والماء، وقد سبق توجيهه في الفصل الأول (?)، أو نقول: ما كان وما يكون كناية عن الكل من غير أن يكون المراد ما سبق وما يأتي.

وقوله: (هذا حديث غريب إسنادًا) اعلم أن المحدثين تكلموا في حديث: (أول ما خلق اللَّه العقل)، وقالوا: إنه موضوع، وقال السيوطي: له أصل صالح خلافًا لمن قال بوضعه، وقد ذكرنا طرق ذلك وما يتعلق به من الكلام في (شرح سفر السعادة)، وقال الشيخ ابن حجر العسقلاني (?): حديث: (أول ما خلق اللَّه القلم) أثبت من حديث العقل، ويظهر من هذه العبارة أن في هذا الحديث أيضًا مقالًا، واللَّه أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015