مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. [خ: 2559، م: 2612].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فقيل: إن الضمير راجع إلى آدم عليه السلام، إما بمعنى أنه خلق على صورته التي كان عليها من مبدأ فطرته إلى منقرض عمره بخلاف سائر الناس، وإما بمعنى أنه خلق على صورة وحال مختص به لا يشاركه نوع آخر من المخلوقات يتطور وينقلب في أحوال مختلفة والكمال والنقصان والترقي والتنزل من خصيص البهيمة إلى ذروة الملائكة، وإما بمعنى أنه تعالى اخترع صورته لم يتقدم مثلها، وسائر المخلوقات لها مثال وشبه، وآدم خلق على صورة بديعة عجيبة لم يشبه شيئًا.
وقيل: الضمير راجع إلى المضروب، وقد جاء أن أحدًا كان يضرب أخاه على وجهه فنهاه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ذلك، وقال: وعلله بأن اللَّه خلقَ آدمَ على صورته.
وقيل: الضمير للَّه سبحانه؛ فإنه قد جاء في رواية: إنَّ اللَّه خلقَه على صورةِ الرحمنِ، وقد تُكُلِّم في صحة هذه الرواية، ولفظه لا يخلو عن ركاكة، واللَّه أعلم. ولا يجوز إجراؤه على الظاهر.
وقد أخطأ فيه بعض المحدثين وذهب مذهبَ المجسِّمة وإن كانوا يقولون: اللَّه جسم ليس كالأجسام وله صورة ليست كالصور، فإنهم إن أرادوا به حقيقة الصورة المركبة لكن صورة تباين سائر الصور فذاك، وإن أرادوا أنا نعتقد أن له صورة ولا نعرف كُنهَ ما أراد به كاليد والعين كما هو مذهب من لم يؤوِّلها ويفوض علمه إلى اللَّه فذاك مذهب المتقدمين من السلف، لكن لا يعقل خلق آدم عليها كما لا يخفى، فافهم.
وقيل: إضافة الصورة إلى اللَّه من جهة التشريف والتكريم كما في بيت اللَّه وروح اللَّه، أو من جهة أن المراد صورة اجتباها واختارها حيث جعلها نسخة لجميع مخلوقاته.
والحقُّ أن المراد بـ (صورة): الصفة كما يقال: صورة المسألة كذا، وصورة