2756 - [29] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: "مَنْ حَجَّ فَزَارَ قَبْرِي بَعْدَ مَوْتِي كَانَ كَمَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي". رَوَاهُمَا الْبَيْهَقِيُّ فِي "شُعَبِ الإِيمَانِ". [شعب: 4152، 4156].
2757 - [30] وَعَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ جَالِسًا وَقَبْرٌ يُحْفَرُ بِالْمَدِينَةِ، فَاطَّلَعَ رَجُلٌ فِي الْقَبْرِ فَقَالَ: بِئْسَ مَضْجَعُ الْمُؤْمِنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بِئْسَمَا قُلْتَ"، قَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي لَمْ أُرِدْ هَذَا، إِنَّمَا أَرَدْتُ الْقَتْلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا مِثْلَ الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فإنْ قصد الزيارة فقط فذلك ظاهر، وإن قصد الحج والزيارة جميعًا، فهذا أيضًا لا ينافي تعمد الزيارة، ثم تكلموا أن قصد المسجد الشريف والصلاة فيه والاعتكاف فيه هل ينافي تعمد الزيارة والتجرد والإخلاص له أم لا؟ والصواب قوله: (من حج فزار قبري) مبني على العادة، فإن العادة جرت بقصد الزيارة بعد الحج، وهذا يدل على أن قصد الجج والزيارة معًا لا ينافي التعمد للزيارة.
2756 - [29] (ابن عمر) قوله: (كمن زارني في حياتي) مبناه على ثبوت الحياة له -صلى اللَّه عليه وسلم- حقيقة، ولا خلاف فيه، وقد فصَّلْتُ القول في هذا المطلب في (جذب القلوب)، فلينظر ثمة.
2757 - [30] (يحيى بن سعيد) قوله: (فاطلع رجل في القبر) أي: نظر.
وقوله: (بئس مضجع المؤمن) أي: هذا القبر.
وقوله: (إني لم أرد هذا) أي: ذم القبر مطلقًا، بل أردت أن الموت في الغربة بالشهادة أفضل.
وقوله: (لا مثل القتل) لا بمعنى ليس واسمه محذوف، أي: ليس الموت