وَالْهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تتَخَبَّطَنِيَ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ، وَزَادَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: "وَالْغَمِّ". [د: 1552، ن: 5532].
2474 - [18] وَعَنْ مُعَاذٍ عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ طَمَعٍ يَهْدِي إِلَى طَبَعٍ". رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي "الدَّعَوَاتِ الْكَبِيرِ". [حم: 5/ 232، الدعوات الكبير: 1/ 449].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اعلم أن هذه المذكورات من مصائب ومحنٍ وقع الاستعاذة منها -مع ما فيها من خوف انتهاز الشيطان فرصة يُخل فيها بالدين- لوقوعها في الأكثر بغتة، ولكن ورد أيضًا في الأحاديث أنها من قبيل الشهادة، بمعنى ترتب ثوابها عليها، ففي الحقيقة الاستعاذة ترجع إلى وقوعها من حيث الإخلال بالدين، فإن لم يكن كذلك فلا استعاذة، بل الاستعاذة من المحن والمصائب كلها إنما هي من حيث احتمال الجزع والشكوى مع كونها سببًا لكفارة الذنوب ورفع الدرجات.
وقوله: (من أن يتخبطني الشيطان عند الموت) خبطه يَخْبِطُه: ضربه شديدًا، وكذا البعير بيده الأرضَ، كتخبّطه، واختبطه: وطئه شديدًا، والشيطان فلانًا: مسّه بأذى، كتخبّطه، والمراد بمسه: نزغاته ووساوسه.
وقوله: (أن أموت في سبيلك مدبرًا) عبارة عن الفرار من الزحف، ويجوز أن يكون عبارة عن ترك طلب الحق وسلوك طريقه والتوحشِ بعد الأنس.
وقوله: (أن أموت لديغا) لدغته العقرب والحية كمنع لدغًا، فهو ملدوغ، ولديغ، وموت اللديغ أيضًا في حكم ما مر من الهدم والغرق والحرق فيما ذكر.
2474 - [18] (معاذ) قوله: (من طمع يهدي إلى طبع) الطبع محركًا: الدنس،