2262 - [2] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: جُمْدَانُ، فَقَالَ: "سِيرُوا، هَذَا جُمْدَانُ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ". . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2262 - [2] (أبو هريرة) قوله: (في طريق مكة) قاصدًا المدينة، و (جمدان) بضم الجيم وسكون الميم: جبل قريب المدينة على ليلة.
وقوله: (سبق المفردون) قال عياض في (المشارق) (?): هو بفتح الفاء وكسر الراء، كذا ضبطناه.
وقال التُّورِبِشْتِي (?): يروى (المفردون) بتشديد الراء وكسرها، وبالفتح وبالتخفيف بهما، واللفظان وإن اختلفا في الصيغة فإن كل واحد منهما في المعنى قريب من الآخر، إذ المراد منه: المتخلصون لعبادة اللَّه، المتخلُّون بذكره عن الناس، المعتزلون فيه، المتبتِّلون إليه، الذين وضع الذكرُ أوزارهم، فهجروا الخِلّان وتركوا الأسباب، فأفردوا أنفسهم للَّه عن العلائق، وأُفردوا عن الأقران، وفروا عن الشهوات، وهو مقام التفريد المشار إليه بقوله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل: 8].
وقيل: (المفردون): الموحدون الذين لا يرون إلا اللَّه، واعتقدوه واحدًا، وخلصوا له بكليتهم، وفي (المشارق) (?): قال ابن الأعرابي: يقال: فرَّد الرجل مشدد الراء: إذا تفقه واعتزل الناس، وخلا بمراعاة الأمر والنهي. وعُبِّر معناه بعبارات كلها راجعة إلى معنى الاعتزال عن الناس بعبادة اللَّه.