وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 2139].
2234 - [12] وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالدُّعَاءِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3548].
2235 - [13] وَرَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثُ غَرِيبٌ. [حم: 5/ 234].
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في تأثير الدعاء في دفع البلاء حتى لو أمكن رد القضاء لحصل بالدعاء، وقيل: المراد من رد القضاء تهوينه وتيسير الأمر فيه حتى كأن القضاء النازل كان لم ينزل، وقيل: المراد بالقضاء ما يخافه العبد من نزول المكروه ويتوقّاه، فإذا وفق للدعاء رفع اللَّه عنه، والكل تكلف، وحقيقة المعنى أن المراد: القضاء الذي علِّق رده به وجعل سببًا له، فإن القضاء لا ينافي السببية والمسبَّبية، والكل قضاء، فإن قلت: فما فائدة هذا الكلام، وما جرى به القضاء كائن لا محالة؟ قلت: لعل المراد مدح الدعاء والمبالغة فيه بمثل ما ذكر في أول الحاشية، واللَّه أعلم بحقيقة الحال.
وقوله: (ولا يزيد في العمر إلا البر) قالوا: المراد عدم ضياعه وحصول البركة بالبر فكأنه زيادة فيه، والتحقيق مثل ما ذكر في القضاء، فإنه قد تعلق بأن فلانًا إن فعل كذا يكون عمره كذا، وإن لم يفعل فكذا، ويمحو اللَّه ما يشاء ويثبت، وذلك في مقام القدر والتسبيب، وفي الحقيقة لا تبديل ولا تغيير، ما شاء اللَّه كان وما لم يشأ لم يكن.
2234، 2235 - [12, 13] (ابن عمر) قوله: (إن الدعاء ينفع مما نزل) بالدفع و (مما لم ينزل) بالرد (فعليكم عباد اللَّه بالدعاء) إشارة إلى أن الدعاء عبادة مأمور بها، فامتثلوا الأمر واستسلموا للقضاء.