وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلَا يَخْلُقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلَا يَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 1]، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالدَّارِمِيُّ،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

لا تتغير به ألسنة المؤمنين بانشراح صدورهم لتلاوتها من غير ضيق، (ولا يشبع منه العلماء) أي: لا يحفظ على علومهم به (?) فيقفوا وقوف من شبع من مطعوم، أو لا يشبع من تلاوته من يعلم ويشهد سلاسة ألفاظه ولطائف معانيه، (ولا يخلق) خلق الثوب كنصر وكرم وسمع، والخلق محركة: البالي عن كثرة التردد؛ أي: الترداد والتكرار.

وقوله: (ولا ينقضي عجائبه) كالعطف التفسيري والفذلكة لما قبله.

وقوله: (لم تنته الجن) أي: لم يمتنعوا عن مدحه وثنائه، ولم يتوقفوا فيه.

وقوله: (من قال به) في (القاموس) (?) قال به: أي غلب [به]، ومنه: (سبحان من تعطّف بالعزّ وقال به)، و (قال) يجيء بمعنى (تكلّم)، وبمعان أخر، ويعبّر بها عن التهيُّؤ للأفعال والاستعداد لها. يقال: قال فأكل، وقال فتكلم ونحوه.

وقال في (النهاية) (?): قال به بمعنى أحبه واختصه لنفسه، وقيل: معناه حكم به، وقيل: غلب به، أصله من القَيْل بمعنى المَلِك؛ لأنه ينفذ قوله.

وقوله: (ومن دعا إليه هُدي) روي مجهولًا، أي: من دعا إليه وفق لمزيد الاهتداء،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015