1764 - [3] وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُون،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

فكشفه اللَّه للمتأخرين، واللَّه يختص من يشاء بما شاء من فضله، وقد صنف الشيخ جلال الدين السيوطي رحمة اللَّه عليه في هذا الباب رسائل (?)، وأثبته بدلائل كثيرة، وأجاب عن شبه المخالفين، ولو نقلناه لطال الكلام، فلينظر ثمة، وبالغ فيه حتى إنه لا يكاد ينقل مذهب المخالف صريحًا كراهة أن يجري على لسانه ذلك، ولو بطريق الحكاية، جزاه اللَّه خيرًا.

1764 - [3] (بريدة) قوله: (السلام عليكم) فيه أنه لا يجب أن يقال في تحية الموتى: عليكم السلام، كما ذهب إليه البعض، كما ورد في الحديث: (عليكم السلام تحية الموتى) وله تأويل، وقد ذكرناه في موضعه. و (الديار) جمع الدار اسم لمحل فيه البناء، وله عرصة، ويسعمل ذلك في منازل الأحياء، وإنما سمى القبور دارًا تشبيهًا بجعلهم في حكم الأحياء، وجعل القبور في حكم العمارات، بل هي العمارة وما سواه خراب.

وقوله: (وإنا إن شاء اللَّه) الاستثناء للتبرك والرغبة، أو المراد اللحوق في الموافاة على الإيمان، وقيل: (إن) بمعنى إذا.

وقوله: (من المؤمنين والمسلمين) الإسلام هنا بمعنى الاستسلام، كما في قوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015