1557 - [35] وَعَن عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أُمَيَّةَ أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِ اللَّه عزَّ وجلَّ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284] وَعَنْ قَوْلِهِ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]، فَقَالَتْ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ سَأَلَتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: "هَذِهِ مُعَاتَبَةُ اللَّهِ العَبْدَ بِمَا يُصِيبُهُ مِنَ الْحُمَّى وَالنَّكْبَةِ. . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بين النكاية وتشييع الجنازة؛ لأن الأول كَدْحٌ في إنزال العقاب على عدو اللَّه، والثاني سَعْيٌ في إيصال الرحمة إلى ولي اللَّه.

1557 - [35] (علي بن زيد) قوله: (علي بن زيد) تابعي بصري تيمي، و (أمية) أيضًا تابعية، وقيل: صحابية.

وقوله: (فقال: هذه معاتبة اللَّه العبد. . .) الحديث، حاصله أن اللَّه تعالى أخبر بأن العباد يحاسبون على ما يضمرون في أنفسهم من خطرات الذنوب، وما يعملون منها، ويجزون على ما يعملون من سوء؛ قليل أو كثير، صغير أو كبير، فأشكل عليهم الأمر وتحيروا في أمرهم؛ لأنه لا يمكن الاجتناب عنها، فسألت عائشة -رضي اللَّه عنها- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ليخرجها من ورطة الحيرة، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: هذه أي المحاسبة والمجازاة المذكورتين معاتبة اللَّه العبد بما يصيب العبد من الأمراض والمصائب والحوادث والمضار، يعني أنها مؤاخذة عتاب في الدنيا لا مؤاخذة عقاب في الآخرة، والعتاب: الملامة وأن يظهر أحد على خليله من الغضب بسوء أدب ظهر منه ليصلحه ويهذبه مع أن في قلبه محبةً ولطفًا ظاهرًا أو خفيًا، فلا ينبغي أن يسوء ويحزن، بل ينبغي أن ينشط ويفرح لأنها مكفرات لذنوبه بل رفع في درجاته.

وقوله: (والنكبة) بفتح النون: المصيبة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015