. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

لاشتراكها في عموم المرض وكثرة الموت، والطاعون مِنْ طَعَنَ الجن، كما يأتي من الأحاديث، وإنما لم يتعرض الأطباء لكونه من طعن الجن؛ لأنه أمر لا يدرك بالعقل، وإنما عرف من الشارع، فتكلموا في ذلك على ما اقتضته قواعدهم، وروى أحمد والطبراني (?) عن أبي موسى الأشعري قال: سألت عنه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: (هو وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة)، وفي (الصحيحين) (?) من حديث أسامة بن زيد قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: (الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل -أو على من كان قبلكم- فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه).

وقولهم: إنه لفساد الهواء فاسد؛ لأنه (?) قد يقع الطاعون في أعدل الفصول وفي أصح البلاد هواء وأطيبها ماء؛ ولأنه لو كان بفساد الهواء لعمَّ الناس والحيوان، والموجود بالمشاهدة أنه يصيب الكثير، ولا يصيب منهم بجانبهم ممن هو في مثل مزاجهم، وأيضًا لو كان كذلك لعم جميع البدن، ولا يختص بموضع منه، ولأن فساد الهواء (?) يقتضي تغير الأخلاط وكثرة الأسقام، وهذا في الغالب يقتل بلا مرض.

هذا والمراد بالطاعون المذكور في الحديث الذي ورد في الهرب عنه الوعيد هو الوباء، فكل موت عام، وفي حكمه المرض العام، وليس المراد خصوص ما ذكره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015