1532 - [10] وَعَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِذَا اشْتَكَى نَفَثَ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَمَسَحَ عَنْهُ بِيَدِهِ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فطرة آدم، و (ريقة بعضنا) إلى النطفة التي خلق منها الإنسان، فكأنه يتضرع بلسان الحال والقال، إنك اخترعت الأصل الأول من طين، ثم أبدعت بنيه من ماء مهين، فهين عليك أن تشفي من كان شأنه هذا، انتهى. وهذا كما ترى يختل ولا يتبادر من اللفظ، واللَّه أعلم بمراد نبيه من كلامه، وقال بعض الشارحين: المراد بالأرض أرض المدينة التي ثبت لها خاصية في شفاء المريض، وبالبعض ذاته الكريمة الشريفة على طريقة قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} [الزخرف: 32]، قال صاحب (الكشاف): المراد به محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- تفخيمًا وتعظيمًا، والأظهر ما قلنا في تتمة كلام النووي، واللَّه أعلم.
1532 - [10] (عائشة) قوله: (نفث على نفسه) النفث كالنفخ وأقل من التفل.
وقوله: (بالمعوذات) بكسر الواو المشددة من التعويذ، وفي رواية: (بالمعوذتين) وهو ظاهر، والمراد بالمعوذات إما المعوذتين إطلاقًا بصيغة الجمع على الاثنين على مذهب أن أقل الجمع اثنان، أو مع (سورة الإخلاص) و (قل يا أيها الكافرون) تغليبًا لأن فيهما براءة من الشرك، أو المراد الآيات التي تتضمن معنى الاستعاذة والتفويض والتوكل شاملًا للمعوذتين وغيرهما، مثل {أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} [المؤمنون: 97]، وقوله عزَّ وجلَّ: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ} [هود: 56]، وقوله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [القلم: 51] الآيات، أو المراد الكلمات المعوذة.
وقوله: (ومسح عنه بيده) أي: مسح متجاوزًا عن ذلك النفث سائر أعضائه بيده، وصورته أن يجمع بيديه الكريمتين ويقابل بهما فيه، وينفث فيهما، ثم يمسح بهما جميع أعضائه التي تصلان إليها، فالضمير في (عنه) للنفث، ويجوز أن يكون للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-،