وَكَانَ "كِتَابُ الْمَصَابِيحِ" الَّذِي صَنَّفَهُ الإِمَامُ مُحْيِي السُّنَّةِ، قَامِعُ الْبِدْعَةِ،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

اللَّه) (?) الممدود من السماء إلى الأرض، فكما أن استعمال الحبل سبب الوصول إلى ماء البئر الذي [هو] سبب الحياة الدنياوية وبقاء الأجسام، كذلك العمل بالقرآن سبب الوصول بعين الحياة الأبدية وحياة الأرواح بالمعارف الإلهية والعلوم الدينية والفوز بنعيم الجنة، أو لأن الحبل سبب النجاة من الردى والوقوع في البئر عند الاحتياج إلى الماء، كذلك القرآن سبب النجاة عن النار والوقوعِ فيها، وجاء في حديث آخر: (القرآن حبل اللَّه لا تنقضي عجائبه، من اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم) (?)، هذا الطرف من الحديث يأتي ذكره في فضائل القرآن. وقال:

لقد ظفرت بحبل اللَّه فاعتصم

وقوله: (الذي صنفه) يقال: صنفه تصنيفًا: جعله أصنافًا وميّز بعضها عن بعض، من الصنف بالكسر والفتح: النوع والضرب، وجمعه: أصناف.

وقوله: (محيي السنة) السنة في اللغة: الطريقة، وفي الشريعة: الطريقة المسلوكة في الدين، وقد سبق معناه في اصطلاح المحدثين، وهو قول النبي وفعله وتقريره -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد يعمّ بما يتناول الصحابة والتابعين، وعند الأصوليين: ما واظب عليه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يكن عليه دليل الوجوب، وقد يعتبر مع المواظبة الترك أحيانًا.

وقوله: (قامع البدعة) قمعه كمنعه: قهره وذلَّلَه، وقَمَعَ البردُ النَّباتَ: رَدّه وأحرقه، والبدعة: الحدث في الدين بعد الإكمال، أو مما استُحْدِثَ بعد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015