فَقَالَ: نَبِيُّكُمْ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِمَّنْ أُمِرَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ. [خ: 1069، 4632].

ـــــــــــــــــــــــــــــ

{ص}، وقال: سجدها نبي اللَّه داود توبة وسجدناها شكرًا لقبول توبته، وروى أبو داود عن أبي سعيد الخدري خطبنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا فقرأ {ص}، فلما مر بالسجود نزل وسجد وسجدنا، وقرأها مرة أخرى فلما بلغ السجدة تشرنا (?) للسجود فلما رآنا قال: إنما هذا توبة نبي ولكني رأيتكم تشرتم أراكم استعدتم للسجود.

وقوله: (أمر أن يقتدي بهم) يعني: فأنت أولى وأحق بأن يقتدي، هذه الأحاديث متمسك الشافعية في عدم إيجاب السجدة في {ص}، وهي عندنا، وعند مالك وعند أحمد رحمهم اللَّه في رواية: واجبة لثبوت فعله -صلى اللَّه عليه وسلم- فيها مثل ما ثبت في السجدات الأخر مع دلائل أخر دلت على الوجوب مطلقًا.

وقال الشيخ ابن الهمام (?): ليس فيها ما يدل على عدم الوجوب، غاية ما فيه أنه بين السبب في حق داود والسبب في حقنا، وكونه للشكر لا ينافي الوجوب، فكل الفرائض والواجبات إنما وجبت شكرًا لتوالي النعم، وفي (مسند أبي حنيفة) عن سماك ابن حرب عن عياض الأشعري عن أبي موسى: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سجد في {ص}، وأخرج الإِمام أحمد عن بكر بن عبد اللَّه المزني قال: رأيت رؤيا وأنا أكتب سورة {ص}، فلما بلغت السجدة رأيت الدواة والقلم وكل شيء يحضرني انقلب ساجدًا، قال: فقصصتها على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم يزل يسجد لها، فأفاد أن الأمر صار إلى المواظبة عليها كغيرها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015