سير الأعلام
أعلام لا تنسى ...
لمحات من حياة الشيخ
عمر العرباوي
(1405 هـ - 1984)
مهدي جيدال
ليسانس في للعلوم الشرعية
ــــــــــــــــــــــــــــــ
من فضل الله- جل وعلا- على الأمة الجزائرية أن قيضى لها علماء عامليىن ودعاة مصلحين، يرشدون الناس إلى دين رب العالمين، بنصوص القرآن وسنة النبي الأمين - صلى الله عليه وسلم -، وفق فهم السلف الأولين.
ومن هؤلاء الأفاضل الشيخ الإمام: عمر العرباوي -رحمه الله وغفر له - نزيل منطقة (الحراش) بالجزائر العاصمة.
يعد الشيح العرباوي - رحمه الله - من أبرز مشايخ جمعية العلماء المسلمين الجرائريين الذين عمروا بعد افتكاك الجزائر لاستقلالها، وأحيوا عهد الدعوة الإصلاحية إثرها، وقد قلت، بل ندرت الكتابة حول هذا العلم الجليل إلا ما نثر هنا وهنالك في بعض الصحف والمجلات.
وأحاول في مقالتي هذه أن أقرب إلى القراء شيئا من سيرة هذا الإمام، لا أنسى تلك العبارة التي رددها علي جل من التقيتهم في شهاداتهم عن الشيح - رحمه الله -، خاصة عن حياته الأولى أن الشيخ لطالما كان يرفض ويأبى أن يذكر محطات حياته ويقول: نحن عملنا لله، أما أن تبحث عن مكان ولادتي، وأين تربيت، وأين درست، وما عملت، فلا.
هو الشيخ الإمام المصلح: الحملاوي العرباوي المعروف باسم: عمر العرباوي (?). والده هو الشيخ صالح بن عبد الكريم العرباوي، وأمه السيدة فاطمة بنت القاسم رحمهم الله.
ولد الشيخ حوالي (سنة 1324 هـ / 1907) بمدينة (سيدي عيسى) - التابعة إداريا اليوم لولاية المسيلة. وتنتمي عائلته إلى العرش الأحمر المعروف في تلك النواحي، في بيت طبعه التدين، فقد كان والده معلما في الكتاتيب القرآنية (?).
ابتدأ الشيخ حفط القرآن الكريم في مسقط رأسه على يد والده، ولما أتقن بعض الأجزاء منه نظمه والده ضمن طلبة زاوية (سيدى ساعد البوطويلي) في شلالة العذاورة بـ (سيدي عيسى) فأتم حفط القرآن الكريم هنالك وسنه لا يتجاوز 15 ستة.
ثم شد رحله قبالة ولاية (البليدة) لينضم إلى زاوية (سيدي المهدي)، فينهل فيها من علوم الشريعة (من تفسير وفقه وحديث ... ).
- وكانت عائلة الشيخ العرباوي في تلك الفترة تعيش في ضيق وعوز مادي كباقي العوائل الجزائرية-، وخاصة في تلك المناطق النائية-، وحيث إن الشيخ كان شغوفا بطلب العلم اضطر إلى بيع غنيمات كان يملكها هو وابن عمه الشيخ عامر (الذي كان رفيق درب الشيخ في طلب العلم) من أجل اقتناء نسخة من كتاب "مختصر خليل في الفقه المالكي".