من أحاديثه الصحاح والحسان، وبدائعه الباهرة للأذهان؛ فإنها لباب اللباب، ومهتدى أولي الألباب، ولم أطل ذيول الأبحاث بغرائب التدقيقات؛ بل اخترت حسن الإيجاز في حل المشكلات. اللهم إلا إذا قابلت فرسان مضمار الحق جولة الباطلات؛ فهناك تصوب أسنة البراهين نحو نحور الشبهات ... لا قدرة لأحد على استيفاء جميع ما اشتمل عليه الكتاب، وما تضمنه من لباب الألباب؛ لأنه منطوٍ على أسرار مصونة، وجواهر حكم مكنونة، لا يكشفها بالتحقيق إلا من اجتباه مولاه، ولا تتبين حقائقها إلا بالتلقي عن خيرته ومصطفاه.

وقد حليت طليعته بتمهيد خطير1، في مصطلح التفسير، وهي قواعد فائقة، وفوائد شائقة، جعلتها مفتاحًا لمغلق بابه ومسلكا لتسهيل خوض عبابه، تعين المفسر على حقائقه، وتطلعه على بعض أسراره ودقائقه"2. والحق أن القاسمي رحمه الله وفى بكل ما جاء في هذا التمهيد؛ فكشف عن كثير من أسرار آيات الذكر الحكيم، وبَيَّن مذاهب الفقهاء في آيات الأحكام بأسلوب واضح مشرق، كما عزا الأحاديث والأخبار إلى مخرجيها، ومما يتميز به كتابه أنه حين ينقل عن العلماء بعض أقوالهم ينسبها إلى كتبهم؛ مما يسهل على الباحث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015