جمال النظم القرآني وبلاغته. وليس كالزمخشري من يستطيع أن يكشف لنا عن جمال القرآن وسحر بلاغته، لما برع فيه من المعرفة بكثير من العلوم؛ لا سِيَّمَا ما برز فيه من الإلمام بلغة العرب، والمعرفة بأشعارهم، وما امتاز به من الإحاطة بعلوم البلاغة والبيان والإعراب والأدب، ولقد أضفى هذا النبوغ العلمي والأدبي على تفسير الكشاف ثوبًا جميلًا لَفَتَ إليه أنظار العلماء وعلق به قلوب المفسرين"1 وقد استفاد من تفسير الزمخشري جل المفسرين الذين جاءوا بعده حتى من كان من أهل السنة، ولا شك في أن الزمخشري نحا في تفسيره سبيل الانتصار لآراء المعتزلة ومذهبهم2 ولولا المسائل الاعتزالية التي فيه، ولولا تلك الروح الغالبة عليه؛ لكان هذا التفسير في طليعة التفاسير