وإننا لندرك مما سبق أهم الصفات التي يجب أن تتوافر في الباحث، وهي بإيجاز:
أ- أن يكون الباحث على جانب منالعلم والمعرفة، قادرًا على التأمل والتفكير والاستنباط، كي يستطيع الوقوف على دقائق الأمور، ويحسن الربط بينها، ويوفق في عرضها وبيانها. وكثرة المطالعة، والقراءة الواسعة المركزة الهادفة من أهم عوامل نجاح الباحث إلى جانب موهبته وذكائه. لكل هذا كان من الواجب على الطالب ألا يدخر وسعًا في القراءة والاطلاع؛ فالمطالعة هي المنهل الغزير الذي يوري غليل الباحث، ويوسع آفاق معرفته ويعمقها. ومن هنا كان من الواجب على الباحث ألا يدع كتابًا أو موضوعًا تناول بحثه أو جانبًا من بحثه؛ إلا أن يطلع عليه، ويدرسه دراسة فاحصة عميقة مبنية على الفهم الدقيق، والانتباه الشديد خشية الوقوع في أخطاء قد تكون فاحشة بسبب سوء الفهم أو الخطأ في النقل أو التفسير أو التأويل.
ومما تجدر الإشارة إليه أن لا يعد الباحث أن كل ما وصل إليه