يرى أن البحث هو العمل الذي يتم إنجازه لحل، أو محاولة حل مشكلة قائمة ذات حقيقة مادية؛ بينما يرى آخرون أن البحث هو الفحص والتقصي المنظم لمادة أي موضوع من أجل إضافة المعلومات الناتجة إلى المعرفة الإنسانية، أو المعرفة الشخصية، ويرى بعض المربين أن البحث عملية تقصي الحقائق ومعاينتها وتطبيقاتها بالنسبة لمشكلة معينة.
وعرف بعضهم البحث الأدبي بأنه محاولة لاكتشاف المعرفة، والتنقيب عنها وتنميتها وفهمها وتحقيقها بتقص دقيق، ونقد عميق، ثم عرضها عرضًا مكتملًا بذكاء وإدارك.
وبدهي أن يختلف العلماء في تعريف البحث؛ لاختلاف ميادينه وغاياته، ولسنا هنا بصدد استقصاء تلك التعاريف أو مناقشتها؛ فهذا أمر يخرج عن موضوعنا الذي يكفينا منه أن نقف على حد البحث وتعريفه عند بعض العلماء.
وقد يتساءل طالب عن تعريف البحث الديني وحقيقته وحده، والحق أن الإسلام الحنيف يشمل جميع مناحي الحياة الفردية: العقلية والروحية والنفسية، كما يشمل الحياة الاجتماعية بجميع فروعها ودقائقها، من تنظيم الأسرة إلى أكبر ميادين الجماعة بشكلها السياسي والاقتصادي والثقافي وغير ذلك؛ فلا بد من تحديد نوع ذلك البحث الديني حتى يسهل تعريفه؛ فقد يكون البحث في العقيدة، أو التفسير أو الحديث أو الفقه أو الأصول ... وغير ذلك؛ فالبحث في واحد من هذه العلوم يختلف عن غيره؛ إن كان يربط بينها جميعًا قاسم مشترك هو الكشف عن حقيقة الدين التي لا تتصل بذلك الموضوع؛ فقد يكون البحث في التفسير أو الحديث من الناحية الأدبية فنسحب على ذلك التعريف